منتدى حوار الثقافات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل نقول قريبا .. وداعا الصحافة الورقية

اذهب الى الأسفل

 هل نقول قريبا .. وداعا الصحافة الورقية Empty هل نقول قريبا .. وداعا الصحافة الورقية

مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 04, 2018 2:51 pm

الراي الاخر

يكتبه محمود حرشاني*

هل نقول قريبا .. وداعا الصحافة الورقية

كلما وصلني خبر توقف صحيفة او مجلة مكتوبة عن الصدور نتيجة ما يعتريها من صعوبات الا ووضعت يدي على قلبي..ان موت او توقف صحيفة او مجلة مكتوبة عن الصدور هو عندي بمثابة توقف النبض في قلب جسد الثقافة..منذ اقل من شهر اعلنت صحيفة الصريح اليومية التونسية انها نتيجة ما تواجهه من صعوبات مادية وعلاء تكاليف الطباعة وارتفاع كلفة الورق فانها ستضطر الى التحول الى صحيفة اسبوعية. واشهد انه اعتراني شعور مضاعف بالحزن حزن على توقف الصدور اليومي لواحدة من اكثر الصحف شعبية في تونس وحزن لما يربطني شخصيا من صلات بهذه الصحيفة التي اعد من كتابها ومن اسرتها الموسعة وبها نشرت اجمل واحلى مقالاتي. ولكن ما باليد حيلة لمواجهة هذا الغول الذي يفترس الصحف والمجلات المكتوبة جهارا بهارا في عير حياء او رافة.او تقدير لما سيتركه توقف الصحيفةاو المجلة من فراغ ومن اسف وحسرة كبيران لا شك لدى قراء هذه الصحيفة او تلك المجلة..
وقبل الصريح توقفت في تونس جريدة اخبار الجمهورية بعد ان كابدت ما كابدت من صعوبات في سبيل الاستمرار ولكن في الاخير لم تقدر على المواجهة وانسحبت واكتفت بان اختارت ان تتحول الى مجلة شهرية وربما مرة كل شهرين..وقبل احبار الجمهورية توقفت صحف ومجلات كثيرة .نتيجة الاسباب نفسها ومن هذه الصحف والمجلات مجلة عزيزة على قلبي مجلة مرآة الوسط التي استمرت لمدة ثلاث وثلاثين سنة وفي الاخير وجدت نفسها في وضع مالي صعب واصطرت الى الانسحاب.
وفي العالم العربي اصبحت اخبار توقف الصحف والمجلات الورقية عن الصدور امرا مالوفا .
ربما يعزى هذا الى صعوبة المنافسة مع كل ماهو الكتروني فالصحف الالكترونية تبقى اقل كلفة واسرع في تقديم الخبر الى القارئ اضف الى ذلك ان نسبة القراءة هي بشكل عام في تراجع مستمر في كل البلدان العربية ولم تعد الصحيفة او المجلة تحظى بنفس الحظوة لدى القاري واستغنى القارئ عن صحيفته ليعوضها بلحظة ابحار اكثر تشويقا عبر الانترنات.
كما ان الصحيفة الالكترونية بامكانها ان توفر للقارئ ثلاث خدمات في نفس الوقت وهو الخبر والصورة والفيديو وهو ما تعجز عنه الصحيفة او المجلة المكتوبة.
اننا مقبلون على فترة صعبة وربما سنشهد اختفاء اعتى واكبر الصحف الورقية في العالم العربي وسنرى هذه الصحف والمجلات ذات التاريخ العريق تتهاوى لانها لم تعد قادرة على الاستمرار في الصدور وانحصرت رقعة قرائها بين اناس معدودين.وعموما فالشباب اليوم لا تغويه ولا تغريه الصحافة المكتوبة غهو يجد التعويض في مواقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك والتويتر والانستقرام ولم تعد الصحيفة المكتوبه تثير فضوله.
الصحافة الورقية اليوم تواجه منافسة لا قدرة لها عليها ومهما بذلت من جهود واستقطبت كبار واهم الكتاب فان استمرارها في الصدور لم يعد مضمونا ولابد ان نقول ان اصحاب الصحف والمجلات المكتوبه هم اناس ماسكون على الجمر ويستحقون التحية على الاقل لانهم مازالوا يعتقدون في خضم هذه التحولات الشرسة مازال هناك من يبحث عن صحفهم ومجلاتهم ويقتنيها.

فقط
قال حافظ ابراهيم
لكل زمان من عصره اية
واية هذا الزمان الصحف
..لا اعتقد ان هذا البيت مازال صالحا اليوم

-----------------
*
كاتب وصحافي تونسي
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 04/03/2018
العمر : 67
الموقع : https://azzamanattounsi.wordpress.com/

https://dialoguemulticulture.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى