منتدى حوار الثقافات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسائل الفنان محمد الجموسي في كتاب

اذهب الى الأسفل

رسائل الفنان محمد الجموسي في كتاب Empty رسائل الفنان محمد الجموسي في كتاب

مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 04, 2018 3:29 pm

رسائل الفنان محمد الجموسي في كتاب
بقلم محمود حرشاني

لم يكن الفنان محمد الجموسي (1910-1982), فنانًا عاديًا مثل من نستمع إلى أغانيهم, ونطرب لسماع ألحانهم فقط, فقد كان الرجل فنانًا شاملاً إذ جمع إلى جانب موهبة الغناء, موهبة التلحين, وكتابة الشعر, والأغاني. وقد صدرت للفنان محمد الجموسي في حياته مجموعة شعرية تحمل عنوان (الليل والنهار) باللغة الفرنسية, بالإضافة إلى مئات الأغاني التي كتبها لنفسه, وكذلك لغيره من الفنانين. كما أنتج المنوعات التلفزيونية والإذاعية, وتفوّق فيها, فقد كان له أسلوبه الطريف في إنتاج هذه المنوعات التي يمزج فيها بين النثر والشعر والكلمة الجميلة المنتقاة والصور الرائعة, مما جعل من هذه المنوعات التي كان ينتجها سواء للتلفزة الوطنية, وفي سنواته الأخيرة التي سبقت وفاته لإذاعة صفاقس وثائق نادرة, علاوة على قيمتها الأدبية والفنية. ولعل ما كان يساعد محمد الجموسي في إنتاج هذا اللون من البرامج الإذاعية التلفزية, هو قدرته على الكلام والارتجال, وتوليد الصور ولطفه المعهود, فكانت الصور الفنية الرائعة تولد على فمه وتجري على لسانه بكل سهولة ويسر.

ولقد قدمت زميلتنا الإذاعية (السيدة القائد) خدمة كبيرة للأدب والفن عندما أصدرت منذ ثلاث سنوات كتابًا ضخمًا جمعت فيه جانبًا من رسائل محمد الجموسي, كان يوجهها إليها وإلى أفراد أسرتها, وإلى عدد من رجال الثقافة والأدب والفن بجهة صفاقس, إلى جانب ما تضمنه الكتاب من دراسات لعدد من الكتّاب والمثقفين حول رسائل الجموسي, ووثائق أخرى كثيرة, منها شهادات لعدد من المسئولين والوزراء حول الجموسي وفنه.

قبل أن نتصفّح رسائل الجموسي, يجدر بنا أن نقدم لمحة عن حياته, فقد ولد هذا الفنان الأديب في صفاقس في 12 يوليو سنة 1910, وقد بدأ حياته بترتيل القرآن, تلقى تعليمه بمدرسة كون بصفاقس إلى أن حصل على الشهادة الابتدائية, ثم درس بالعاصمة بمعهد (أمير لوباي) ببا العلوج حيث حصل على دبلوم في الرسم الفني سنة 1929.

انصرف اهتمامه في سن مبكرة إلى ميادين الغناء والشعر, وأنتج عددًا كبيرًا من الأغاني والألحان, وتنقّل بين عديد الأقطار العربية والغربية مثل مصر والمغرب وفرنسا, وأصبحت أغانيه تذاع في كبريات محطات الإذاعات العالمية, إلى جانب الإذاعات العربية. غنى من ألحانه وكلماته كبار الفنانين مثل وردة وصفية شمية ونعمة ومطربي صفاقس مثل صفوة ومحمد العش.

هام بالسينما, ومثّل في عديد من الأفلام والأشرطة السينمائية, مصرية ومغربية وفرنسية وإيطالية. عاش الفنان والأديب محمد الجموسي فترة من حياته بباريس, وأنتج لها العديد من الأغاني والألحان, واحتك فيها بالوسط الأدبي والفني والثقافي. عندما عاد إلى صفاقس, أنتج بإذاعتها العديد من البرامج والمنوعات, ومنها برنامج (خواطر وأنغام) الذي كان ينتجه مع المنتجة السيدة القايد, كما أنتج منوعات تلفزيونية كثيرة, ولم تقتصر موهبة الجموسي على الغناء والتلحين والتمثيل فقط, بل تفوّق أيضًا في كتابة الشعر باللغة الفرنسية, وأصدر في حياته ديوانًا يحمل عنوان (الليل والنهار) إلى جانب نصوص الأغاني التي كان يغنيها لنفسه ولغيره من الفنانين.

يختار بدقة الكلمات التي يضمنها رسائله, حرصًا على أن تكون هذه الرسائل مشحونة بأصدق المشاعر والأحاسيس الرقيقة التي تعبّر عن صاحبها نفسه.

الجانب الآخر من رسائل الجموسي التي كتبت باللغة الفرنسية, وأغلب هذه الرسائل كتبها في فرنسا, وهناك رسائل أخرى كتبها الجموسي باللغة العربية, وهي لغة سليمة ونظيفة.

يقول الأستاذ رضا بسباس: (إن أول ما يلاحظ في رسائل الفنان الأديب محمد الجموسي أنها تتجاوز المراسلات العادية التي يرسلها صديق إلى صديقه, أو شخص إلى أحد أفراد عائلته, فقد بدت قطعًا من الأدب الرفيع لكونها خطابًا تختلج معانيه من نفس إنسانية عميقة الشعور, مرهفة الإحساس, رفيعة الذوق, فتنساب لغة مشحونة بالصور والمعاني. وتقول السيدة رياض الزغل: رسائل الجموسي تتدرج من التعبير اليومي والبسيط عن الأحوال, والسؤال عنها إلى أقصى التفنن في شكل أشعار باللغة الفرنسية في الغالب, لغة شاعرية ولكنها دقيقة ومرصّعة بالأحاسيس الرقيقة, ومحلاة بفلسفة الحياة الخاصة بالكاتب.

ويقول الأستاذ محمد الحبيب السلامي إن رسائل الجموسي تكشف تعلقه بالحياة ورسائله توجز وتلخص نظرته للحياة بصدق, ويقول: (أجد الجموسي في صراع مع الحياة, هو بطبعه الهادئ يريدها هادئة, يريد باريس الحركة في نهاية القرن العشرين أن تتحول إلى باريس الهادئة في النصف الأول من القرن باريس قبل الحرب العالمية الثانية, هو يريد الحياة تأملاً, وواقع الحياة يجعلها صخبًا وضجيجًا, هو يرى الحياة زهرة تمتص رحيقها, والواقع يصوّر له الحياة سرابًا).

من هنا اكتسبت رسائل الجموسي إلى أصدقائه وأحبابه ومعارفه وأفراد أسرته وهم كثيرون, مكانتها, وتحوّلت إلى قطع
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 04/03/2018
العمر : 67
الموقع : https://azzamanattounsi.wordpress.com/

https://dialoguemulticulture.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى